سفرنامه من مؤلفات ناصر خسرو باللغة الفارسية سنة 437 هجرية و مترجمة هنا للعربية. ذكر في سفرنامه ناصرخسرو رحلاته التي قام بها؛ إذ خرج من مدينة مرو، وسار إلى مدينة نيسابور، فزار الشيخ الصوفي بايزيد البسطامي في مدينة قُم. ثم ذهب إلي مدينة دامغان حتى وصل إلي مدينة سمنان فتعرّف هناك النسائي من تلاميذ پورسينا. ثم اجتاز مدينة قزوين ووصل إلي تبريز. وهناك تعرف بالشاعر قطران وفسر له جملة مقطوعات صعبة من أشعار الشاعرين الدقيقي ومنجيك. ثم خرج من تبريز إلى وان، ثم أخلاط، ثم بطليس، ثم أرزن، ثم ميافارقين، ثم آمد، ومنها إلى حلب. ثم إلى معرة النعمان، حيث تلاقى بالشاعر العربي الفيلسوف أبي العلاء المعري. ثم خرج من معرة النعمان إلى مدينة حماة، ثم إلى طرابلس، ثم إلى بيروت، ثم إلى صيدا، ثم إلى صور، ثم إلى عكا، ثم إلى حيفا. وبقي في الشام فترة تمكن فيها من زيارة الأراضي المقدسة، وقبور الأنبياء، وبيت المقدس، وبيت لحم، وجليل، وكفر ناحوم. وعزم على أن يغادرها إلى مصر بطريق البحر، ولكن الرياح لم تساعده على السفر بحراً، فسار إليها براً ووصل في النهاية إلى القاهرة. و بقي ناصر خسرو في مصر مدة سنتين أو ثلاث سنوات؛ وهذه فترة هامة من فترات حياته، لأنه استطاع أن يتحقق فيها من عظمة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله؛ و لأنه كان في مصر، انضمامه إلى الإسماعيلية وتبحره في مذاهبهم الباطنية حيث انتدبوه ليكون داعيهم وحجتهم في خراسان. و قد استغرقت رحلة ناصر خسرو منذ خروجه من موطنه إلى وقت رجوعه سبع سنوات كاملة (437 هجرية). وقد تمكن في خلال هذه المدة من أداء فريضة الحج خمس مرات. عاد بعدها في النهاية من الحجاز إلى بلخ. ماراً بتهامة واليمن واليمامة والإحساء والقطيف فالبصرة. وأقام بالبصرة ما يقرب من شهرين، ثم غادرها إلى مرو، ماراً بارجان وأصفهان ونائين وطبس وتون وسرخس.