كان الجميع يعرفون (( لارسون )) عازف الكمان في مدينة (( اولراد )). ذلك الرجل المتواضع الحي. و لكن كثيرين منهم لم يعرفوا أنه لم يكن متواضعا و حييا بهذه الدرجة دائما. فقد كان في عنفوان شبابه، بعكس ما هو الان. كان من أكثر شبان هذه المنطقة فورانا و غرورا و ادعاءا. و هناك كثيرون أيضا يذكرون قصص غروره و طول ادعاءه. أما الانقلاب العميق الذي ظهر في قلب لارسون و أحاله من فتى مغرور مليء بالنشاط و الحيوية الى ما هو عليه اليوم من وداعة و تواضع و طيب، فقد حدث في احدى ليالي الربيع. و في هذه الليلة بالذات اتخذ مجرى حياته و مصيره سمتا جديدا كل الجدة. فاذا كنتم ترغبون في سماع قصة هذه الليلة الربيعية فها هي ذي: و لكن، لا تتوقعوا حوادث مثيرة أو حلقات متصلة أو سردا قصصيا مما ألفتموه. كلا ! ان الحادث المثير الوحيد في هذه القصة هو الثورة التي اشتعلت في كيان هذا الشاب الموسيقار. و لا حادث آخر و لا حكايات أخرى غيرها قط. و هذه هي قصة ليلة الربيع التي قلبت حياة فنان مشهور، رأسا على عقب.