مسرحية مجنون ليلى تحفة أحمد شوقي التي تعد من أروع ما قدم في المسرح الشعري. هذه هي المسرحية الثانية التي قدمها شوقي إلى الجمهور بعد عودته إلى الكتابة للمسرح في الفترة الأخيرة من حياته وهي أولى مسرحياته التي اتخذت مادتها الأولية من التاريخ العرب. وقد أدارها حول قصة الشاعر قيس بن الملوح وحبه لليلى، هذه القصة التي حفتها بعض الأساطير، ولكنها كانت وما تزال من أروع صور هذا الحب العذري الذي اشتهر في بوادي نجد والحجاز أيام العصر الأموي. «مجنون ليلى» هو قيس بن الملوح، من بطون هوازن، وأحد كبار الشعراء الذين عاشوا في القرن الأول الهجري إبان الحكم الأموي، ويعد قيس من المتيَّمين الذين سالت ألسنتهم بالشعر قولًا في الحب والغزل، وسمي بمجنون ليلى لهيامه بها وعشقه لها، ذلك العشق الذي فاق كل الحدود، حتى أصبح مثالًا للعاشقين، ورغم هذا الحب، فقد رفض أهل ليلى أن يزوجوها له، فهام على وجهه ينشد الشعر ويتنقل بين البلاد، حتى مات كمدًا، فأي أُنْس له في الحياة وقد استوحشت، وأي طمأنينة له في نفسه وقد صارت قلقه، وأي حب ينشده في الدنيا بعد حب ليلى! وقد تناولَت هذه المسرحية الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، تلك المأساة الدرامية تناولًا متميزًا ورائعًا.